الشمس تصارعني في عزوة الظهر
و تسألني عن العبر في الشعر
هيأت نفسي من معارك الطحين
و كخواء أشعل سيجارتي
و كأسي الوسكي بيدي
صحوت فجرا
و شربت القهوة الصباحية
قرأت الجريدة
و كعادتي
كفرت في الجريدة
رميتها بعيدا عني
فألتقطها كلبي
الشرس بأسنانه
و مزقها اربا اربا
فشعرت بالاطمآنان
فقلت صباحي سكر
ذهبت للعمل
و ركبت الحافلة
و على حاجز
تفتيش روتيني
أوقفتني المجندة
و سألتني عن الهوية
فتذكرت كلمات مارسيل
فأجبتها الهوية
" مخبية عند دار ستي "
فاخذت علقة ساخنة
و وجدت نفسي
أسحب للمعتقل
فيسألني المحقق
من اي تنظيم أرهابي
فأجبته و البسمة على وجهي
فلسطيني و حياتك فلسطيني
فأخذت علقة ثانية
و وجدت نفسي
مشبوحا في كيس خيش
و يدي مقيدتين لساعات طويلة
جاء محقق أخر و سألني عن الخبر
فأجبته العبر من هيفاء بنت الوهاب
فالمحقق الدرزي
أكتشف عائلته من عائلتي
فسألني عن الترابط في الدم
فأجبته و تراني كلب
فأخذت علقة ثالثة
و وجدت نفسي
أشبح ركوعا
مرة أخرى
جاء محقق اخر يرطن العبرية بأحرف عربية
فسألني من أكون لكي أكون
فأجبته بالله عليك
هذا سؤال يسأله محقق
فأخذت علقة رابعة
و وجدت نفسي
أسحب لمعتقل أخر
و في المعتقل
تم زجي مع معتقلين أخرين
البعض منهم قتل مجندين/ات
و البعض قتل إسرائليين/ات
و البعض منهم
أعضاء في منظمات "تخريبية"*
فيسألني أميرهم
عن سبب اعتقالي
فشتمت عجرم و الموسيقى
فنظر في عيني في استغراب
و سألني عن العبر
فقلت العبر من العبر
فرمقني بنظرة حادة
و قال حاولّوه تحقيق
و في غرفة التحقيق
من جندك يا كلب ؟
قلت بريىء و الله بريىء
فأخذت علقة ساخنة
و تم تحويلي إلى غرفة أخرى
و محقق أخر
و سألني ماذا تفعل هنا
فاجبته صدقا لا أعرف
فأخذت علقة ساخنة اخرى
و تم تحويلي
و بقيت بين سخط و مقت
فتذكرت كلام الطوشة
فخشيت على بعضي
فألتزمت الصمت
و كأني أتمرجح
ما بين حانا و مانا
*التخريبية مصطلح يستخدمه الكيان العدو ضد المقاومين